ويرجع أصل الخلاف إلى مسائل فقهية وفتاوى مذهبية مرتبطة بالفروع أساسا كما يوضح لموقع "راديو سوا" عالم الأزهم أحمد كريمة، أما الأصول والعقائد فهي واحدة. فعلماء كل طائفة كان لهم رأي مخالف في مسألة معينة وكل عالم تعصب لطائفته، ومن بين أهم نقاط الخلاف: العصمة والصحابة والتقية وزواج المتعة والميراث.
حروب افتراضية
حتى في ساعات الأزمة والكوارث الإنسانية فإن الصراع بين السنة والشيعة لا يتوقف. وكمثال على ذلك الزلزال الذي ضرب إيران يوم الثلاثاء الماضي، وخلف أكثر من 40 قتيلا في إيران وباكستان. فقد تحول إلى مناسبة ظهر فيها الخلاف جليا بين السنة والشيعة على شبكات التواصل الاجتماعي ومن ضمنها تويتر.
ووصلت ردود فعل بعض السنة إلى حد الشماتة بما وقع للشيعة الإيرانيين، فقد ربط أحد المعلقين الكارثة الإنسانية بـ"الذنوب"، في إشارة إلى أن الإيرانيين "مخالفين لمبادئ الدين كما يفهمها السنة وأن تصرفاتهم كلها ذنوب"، أما إحدى المغردات العربيات على تويتر فعلقت على خبر الزلزال بالقول "يمكرون ويمكر الله" وكأن ما حصل انتقام من الشيعة.
والشيعة بدورهم ردوا على السنة ووصفوهم بأنهم "انحرفوا عن مبادئ الدين الصحيح، وتنكروا لها، وأنهم يتبنون العنف والسيف لفرض آرائهم". وذكر بعض الشيعة في منتدياتهم ما وقع لهم طوال القرون الماضية من "تقتيل وتهجير على يد كل الدول الإسلامية المتعاقبة، ابتداء من الدولة الأموية وحتى العباسية والعثمانية".
ويؤمن الشيعة أن التشيع هو الإسلام ذاته، ويرون أن المسلم يجب أن يتشيع ويوالي علي بن أبي طالب، ويرون أن الوصية هي الإسلام الأصيل الذي وضع أساسه النبي محمد نفسه على مدار حياته، وأكده قبل موته عندما أعلن الولاية لعلي من بعده. كما يرون أن الطوائف الإسلامية الأخرى هي "المستحدثة ووضعت أسسها من قبل الحكام والسلاطين" وغيرهم من أجل "الابتعاد عن الإسلام الذي أراده النبي محمد في الأصل".
هذا النقاش حول من على حق ومن على باطل، منتشر بكثرة على صفحات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ففي إجابات غوغل دائما يتكرر السؤال حول الشيعة والسنة ويتعالى النقاش كل مرة ليتحول إلى شتم وتكفير.
مسائل خلافية
الشتم والتكفير يتكرران دائما حول مسائل خلافية كبرى، أول تلك المسائل هي العصمة عن الخطأ. فالسنة يعتقدون أنها للأنبياء فقط، أما الشيعة فيؤمنون أنها للأنبياء والأئمة 12 من أهل البيت، أي علي بن أبي طالب وابنيه الحسن والحسين والتسعة أبناء الأئمة من نسل الحسين، كما يوضح لموقع "راديو سوا" الشيخ سامي المسعودي نائب رئيس ديوان الوقف الشيعي بالعراق.
السنة يعتقدون أن العصمة للأنبياء فقط، أما الشيعة فيؤمنون أنها للأنبياء والأئمة 12 من أهل البيت
وثاني تلك المسائل متعلق بصحابة الرسول. فأهل السنة يقولون إنهم كلهم منزهين ويجب احترامهم واحترام أقوالهم لأنهم "السلف الصالح الذي يجب الإقتداء به"، أما الشيعة فيظل حكمهم نسبيا في هذه القضية، إذ يرون أن الصحابة بشر عاديون وفيهم المخطئ والكاذب وحتى المرتد عن الدين.
ويقول الشيخ المسعودي في هذه المسألة، إن الشيعة يحترمون الصحابة لكنهم لا يأخذون عنهم لأنهم مختلفون في الرأي والاجتهاد، أما الأئمة من أهل البيت فهم المرجع الصحيح الذي أوصى به النبي قبل وفاته". ويرد عليه العالم الأزهري المصري أحمد كريمة في اتصال مع موقع "راديو سوا" بالقول إن علماء السنة "صحيح بدلوا واختلفوا، ولكن يجب ألا ننسى أيضا أن علماء الشيعة مختلفون أيضا في مراجعهم واجتهاداتهم، فالخلاف موجود عند الطائفتين".
والمسألة الثالثة هي التقية، أي إظهار عكس ما يفكر به الإنسان أو يؤمن به، وهي جائزة عند الشيعة، أما أكثرية السنة فيعتبرونها "نفاقا وسوء نية وخروجا عن الجماعة". وحتى هذه المسألة غير محسومة تماما. فقد قال رجل الدين الشيعي سامي المسعودي إن ممارسة التقية يجب أن تتم وفق شروط أي حينما يخاف الشيعي على نفسه من حاكم ظالم. أما عالم الدين السني أحمد كريمة، فأوضح أن بعض مراجع السنة يحلون التقية في مناسبات الخوف على النفس والدين والشرف.
أما المسألة التي تثير الخلاف الشديد بين السنة والشيعة على صفحات المنتديات الاجتماعية فهي زواج المتعة. فهو عند الشيعة مباح بل ويزيدون أن عليه الأجر والثواب، أما شيوخ السنة فيؤكدون أنه حرام بل ويصنفونه في خانة الزنا.
والمسألة الأخيرة هي ضرب النفس، فكثير من الشيعة يعتبرونه مباحا ويخرجون في ذكرى مقتل الحسين ويشرعون في ضرب أنفسهم حتى تسيل الدماء، لكن السنة يرفضون ذلك ويعملون بالآية القرآنية التي تقول "ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة". لكن الشيخ المسعودي رفض ذلك وقال إن "الضرب المباح هو اللطم الخفيف تعبيرا عن فقد الحبيب علي وأبنائه، أما الضرب المبرح فمرفوض"، وتعجب الشيخ ممن يعيبون عليهم ذلك بالقول لموقع "راديو سوا " "لماذا لا يدعون لتحريم الملاكمة أو مهرجانات الثيران العنيفة؟"
Read more: http://www.radiosawa.com/content/shiites-sunnis-islam-dispute/222312.html#ixzz3WgIqheJH
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire