اتفق العرب على أن يتفقوا

نخطئ دائما بتكرار مقولة عظيم التاريخ إبن خلدون الذي قال منذ قرون أن العرب اتفقوا على أن لا يتفقوا والحقيقة أنهم في عصرنا الحالي صاروا متفقين تماما على أن يتفقوا في كل شيء

•  بدءا من انبطاحهم أمام الولايات المتحدة وقراراتها المؤيدة لإسرائيل في قضية فلسطين وانتهاء بمباركتهم للغزو الأمريكي للعراق وجريمة شنق رئيس دولة العراق السابق صدام حسين والأمر بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير في اتفاق لا يحدث في أي أمة في العالم، إلا عند العرب الذين صاروا في اجتماعاتهم متناغمين إلى درجة أنك لا تشاهد في اجتماعاتهم سوى الأحضان وتبادل الابتسامات وزالت إلى الأبد التشنجات التي كانت تعني أن بعضهم مريض بأمراضنا، ولحسن حظ السودان أنه ينتمي لإفريقيا، لأجل ذلك أثلج صدره تحرك الاتحاد الإفريقي الذي طالب بتعليق قرار المحكمة الجنائية وأذهله تحرك عمرو موسى في جولته إلى السودان وليس إلى  أصحاب القرار.
• العرب الذين لم يتحركوا أمام محاكمة رئيس دولة العراق في بلده وتوريطه في تهم ثقيلة والحكم عليه بالإعدام وشنقه أمام شعبه وفي عيد الأضحى المبارك لن ننتظر منهم أن يتحركوا إزاء قرار المحكمة الجنائية بخصوص رئيس دولة السودان، فهم منشغلون في أبو ظبي بلقائهم الجماعي مع (أمهم الغولة) الآنسة كوندوليزا رايس لدراسة الملف الإيراني وليس اللبناني ولا الفلسطيني وطبعا ليس السوداني، أما عمرو موسى وبعد اجتماع الوزراء العرب نسي من قرار المحكمة القاضي والنائب العام وزار المتهم الضحية رغم قناعته أن القرار بيد المحكمة وليس بيد السودان، والخلاصة أننا أمة فعلا متفقة على الاتفاق في كلشيء، متفقون على أن نبقى صما، بكما، عميا لا نعقل ما يحاك لنا في السر والعلانية.