Download Home / About / Services / Sitemap / Contact

تاريخ اليهود في الدولة العثمانية

Leave a Comment

تاريخ اليهود في الدولة العثمانية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

مكتب عنبر في دمشق - دار عثمانية، وكان «عنبر» رجلا يهوديا.
يقصد بتاريخ اليهود في الدولة العثمانية تاريخ هؤلاء اليهود الذين عاشوا على الأراضي العثمانية. وغالبا ما يظهر حكمين خاطئين لدى الأشخاص غير المكترثين بالتاريخ عن قرب، وهما:
  1. هجرة اليهود من إسبانيا إلى الدولة العثمانية عام 1492م.
  2. أول مقابلة جمعت بين اليهود والأتراك كانت بعد فتح القسطنطينية عام 1453م.[1]
وفقًا لتاريخ اليهود في دولة بيزنطة يتضح أن اليهود كانوا موجودين في الأناضول منذ القرن الرابع قبل الميلاد، وذلك منذ عهد الإمارات العثمانية حتى سقوط الإمبراطورية، كما استمر وجودهم في الأناضول حتى عهد الجمهورية التركية التي تعد خليفة الدولة العثمانية، ومن الملاحظ أن الحياة السياسية والاقتصادية لليهود كانت تسير بخطى متوازية مع المراحل المختلفة لطبيعة الحياة داخل الإمبراطورية العثمانية، فعلى سبيل المثال كانت فترة النمو والازدهار في الدولة العثمانية التي امتدت خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر على وجه الخصوص تمثل العصر الذهبي بالنسبة ليهود الدولة العثمانية.[2] فبالإضافة إلى أن اليهود أدخلوا أول ماكينة طباعة إلى الأراضي العثمانية ،فقد احتلوا أيضًا مكانةً هامةً في أنظمة الحكم العثماني. أما في فترة الركود التي تعرضت لها الدولة العثمانية في القرن السابع عشر الميلادي تعرض يهود الدولة العثمانية كذلك إلى حالة من الانهيار على المستوى الثقافي والاقتصادي[3] وفى أثناء فترة الانحدار في القرن التاسع عشر انحط المستوى الثقافي لليهود لدرجة أن تعلم لغة أجنبية بدا كالخروج عن الدين،[4] ولكن ومهما اختلفت الحقب العثمانية فإن اليهود عاشوا آمنين ومطمئنين في ظل الإمبراطورية العثمانية المسلمة مقارنة باليهود الذين عاشوا في ظل حكم أوروبا المسيحية، وفي المقابل كان اليهود دائمًا ما يدافعون عن المصالح القومية للأراضي التركية.[5]

الأتراك واليهود

قبل العثمانيين

يرى جالانتيه أن بعض الكلمات التركية أمثال "anbar" "küpe" "küfe" والتي نراها في التلمود من المحتمل انتقالها لليهود من الأتراك الموجودين في شمال العراق،[6][7] وإذا أخذ هذا الإحتمال بعين الاعتبار سيتضح أن أول لقاء جمع بين اليهود والأتراك كان في بلاد الرافدين. سمح السلاجقة بحرية الدين والعقيدة؛ سواء لليهود الذين قابلوهم في الأراضي التي فتحوها وسواء لليهود الذين هربوا من ظلم البيزنطيين وذلك مقابل ضريبة محددة من خلال إدارة حرة ومنظمة أرسوا قواعدها في الأناضول. ولقد ذكر جالانتيه أن وزير أحد الحكام السلاجقة كان يهوديًا.

العثمانيين]

إن اليهود الذين هربوا من البلاد بسبب الحرب عندما فتح أورخان غازي ابن عثمان بن أرطغرل مؤسس الدولة العثمانية- بورصة، عادوا إليها مرة أخرى بعد انتهاء الحرب. وعندما أظهر أورخان غازي وأخوه علاء الدين اهتمامًا خاصًا تجاه اليهود الذين آمنوا بنجاحهم في الصناعة والتجارة والمالية، هاجر العديد من اليهود منبيزنطة والشام إلى هذه الأراضي العثمانية.[8] وعندما رحب أورخان باشا برغبة اليهود في امتلاك حي خاص بهم لكى يتمكنوا من ممارسة عاداتهم وشعائرهم الدينية بسهولة أُسِّسَ حيً لليهود وشُكِّلَ هذا الحى نموذجًا للأحياء الأخرى.[9] وبالإضافة إلى مدينة بورصة فقد تمكن اليهود من امتلاك الممتلكات والحقول في أي مكان بالدولة وفى مقابل ذلك كانوا يدفعون ضريبة "الخراج" ويعفى من تلك الضريبة العاملون في الحكومة والمناصب الدينية.[10] عندما فُتحت جاليبولي عام 1354م، وأنقرة عام1360م، وأدرنة 1361م، وإزمير عام 1422م، وسيلانيك عام 1429م، واستانبول عام 1453م ازداد عدد اليهود في هذه المدن وفي البلاد بوجه عام.[11] وشُكِّلتْ مدرسة لتعليم الدين اليهودي في أدرنة التي أصبحت مركزًا ثقافيًا وتعليميًا للطلاب اليهود في جميع أنحاء البلاد؛[11] وبخلاف هجرة اليهود الجماعية للأراضي العثمانية عام 1492م، كانت هناك هجرات جماعية أخرى، فمثلًا: وجد اليهود المطرودين أو الهاربين من المجر عام 1376م، وفرنسا عام 1394م، وصقلية في بداية القرن الخامس عشر الميلادي، وفينيسيا عام 1420م، وبافيارا عام 1470م، وجدوا خلاصهم في اللجوء للأراضي العثمانية.[12]

فترة النمو والإزدهار

عهد السلطان محمد الفاتح (1451-1481)]


الصورة "الرسميّة" للسلطان محمد الفاتح، الموضوعة ضمن صور قائمة السلاطين العثمانيين، والتي غالبا ما توضع في الكتب التي تتحدث عنه.
عندما فُتحت إسطنبول كان اليهود يقيمون على ضفتي خليج القرن الذهبي. وكان السلطان محمد الفاتح يثق في اليهود[13] ولذلك أرسل خطاباً للجماعات اليهودية في الأناضول يدعوهم للقدوم لإسطنبول من أجل زيادة عدد اليهود في المدينة.[14] وبعد فتح شبه جزيرة بيلوبونيز انضم يهود شبه الجزيرة إلى يهود إسطنبول،[15]وبالاضافة إلى ذلك ووفقاً لما نقله أوليا جلبي فإن اليهود الذين جاءوا من أدرنة واستقروا في إسطنبول أقاموا في حى يسمى "محلة اليهود الأدرنايين" .[16] أعلن السلطان محمد الفاتح من خلال الفرمان الذي أصدره أثناء حصار القسطنطينية انه في حالة تعاون اليهود سيسمح لهم بحرية الدين والعقيدة وسيتم ترميم المعابد اليهودية القديمة كما سيأذن لهم بتحويل المنازل إلى معابد نظرا لأن بناء معابد جديدة كان ممنوعا.[17]وكانت الفرمانات التي أصدرها كل من السلطان سليمان القانوني وسليم الثاني ومراد الثاني، وفتاوى ثلاثة من شيوخ الإسلام[18] وفرمان محمد الثالث وتأييد هذا الفرمان في أعوام 1694م، 1744م، 1755م عبارة عن تكرار وتجديد وعد السلطان محمد الفاتح لليهود.[19] وهناك احتمال كبير بان اليهود المتعاونين الذين ذكروا في الفرمان يقصد بهم هؤلاء اليهود الذين أقاموا في شمال خليج القرن الذهبي أي في مدينة غلطة وذلك لأن اليهود الموجودين في جنوب خليج القرن الذهبي أى عند أسوار بيزنطة لم يكن لديهم القوى على المساعدة بالفعل.[20] وبما أن منطقة شمال خليج القرن الذهبي كانت تحت حكم ذاتي مستقل خاص بسكانجمهورية جنوة ولا يوجد بين اليهود بها اى صلات بالبيزنطيين فلم يكن هناك ما يمنع اليهود بها من تقديم المساعدة للسلطان محمد الفاتح.[21] إذا كان النظام المللي يتضمن وضع اليهود مع الأقليات الأخرى داخل إطار واحد إلا أن الوضع النظري كان يختلف عن تطبيقه وخصوصاً في القرنين الخامس عشر والسادس عشر؛[22] حيث كان العثمانيين يشعرون بالقرب من اليهود عن المسيحيين، والسبب في الذلك التشهابه بين الديانتين الإسلامية واليهودية والحروب التي كانت تخوضها أوروبا المسيحية ضد العثمانيين.[23] وبعد فترة أعفى السلطان محمد الثاني اليهود من مجموعة من الضرائب.

عهد السلطان بايزيد الثاني (1481م-1512)

مرسوم الحمراء والإمبراطورية العثمانية]


صورة السفينة الحربية التي أرسلها بايزيد الثاني بقيادةكمال ريس لإحضار يهود إسبانيا من إسبانيا إلى الأراضي العثمانية
قد حاول الدون ابراهام سينور أمين خزينة القصر والدون ايساك ابرافانيل والذان يعدان من يهود أسبانيا(يهود سفارديم) الأغنياء الحول دون طردهما من أسبانيا مقابل ثلاثين ألف دوق من الذهب ولكنهما لم يستطيعا منع ذلك.[24] وفى هذه الفترة أصدر السلطان العثماني بايزيد الثاني الذي فتح ذراعيه لليهود المهاجرين أمراً لأمراء الولايات قائلاً:
«... لا تعيدوا يهود أسبانيا واستقبلوهم بترحاب كبير ومن يفعل عكس ذلك ويعامل هؤلاء المهاجرين معاملة سيئةً او يتسبب لهم بأى ضرر سيكون عقابه الموت...»
جاء هؤلاء المهاجرون بواسطة السفن الحربية العثمانية بقيادة كمال ريس عم بيري ريس واستقروا أو تم تسكينهم أولاً في إسطنبول وأدرنة وسيلانيك ثم في إزمير ومانيسا وبورصة واماسيا وباتروس وكورفو ولاريسّا ومانستر.[25] وكان العثمانيون قد دخلوا حقبة النهوض والازدهار وكانت متطلباتهم من العمالة المؤهلة متوفرة عند هؤلاء اليهود،[26] وفيما يتعلق بهذا الشأن نذكر أحد أقوال السلطان بايزيد الثاني الشهيرة:[27]
"كيف يمكنكم أن تقولوا على هذا الملك "فرناندو الذكي العاقل"!!!
فبينما يفقر بلاده يثري دولتي." .
وعندما ازداد تعداد اليهود في إسطنبول ذات الأربع وأربعين كنيس عن ثلاثين ألف نسمة أصبحت هذه المدينة مركزاً ليهود أوروبا،[28] أمر قابصالي رئيس الحاخامات في ذلك الوقت اليهود الأغنياء بمساعدة المهاجرين عن طريق دفعهم مقداراً من المال – يسمى في اليهودية بيديون شافويم-. ولقد تم توظيف من كانوا يشغلون مناصب حكومية في أسبانيا من اليهود في العلاقات الخارجية والمالية والعديد من المناصب في القصر. وقد ظهر تأثير هؤلاء الخبراء في الإمبراطورية العثمانية التي عاشت أزهى عصورها في القرن السادس عشر ووصلت لأبعد الحدود.[29] فبالإضافة إلى أن اليهود أدخلوا أول ماكينة طباعة للأراضي العثمانية عام 1493م، زودوا الجيش العثماني أيضا بالاسلحة وذلك لأنهم كانوا متخصصين في مجال صناعة البارود والمدافع.[29]

الهجرة من البرتغال

أعلن مانويل ملك البرتغال انه في أمسية عيد الفصح اليهودي" پيسَح" الموافق ربيع عام 1467م سيتم تعميد كل الأطفال التي تتراوح أعمارهم فيما بين 4-14 عام،[30]ومع اقتراب اليوم الأخير إزدادت وسائل الضغط التي تمارس على اليهود من أجل أن يتركوا البلاد وبدأت تطبق على الكبار أيضا أساليب لتحويل الديانة إلى المسيحية إجبارًا، ولكن الذين غيروا ديانتهم مثل المارونيين كانوا يعتنقون ديانتهم اليهودية خفية،[31] ولقد وجد أغلب الذين هاجروا من البرتغال عام 1767-1498م أمنهم في اللجوء للأراضي العثمانية مثل يهود إسبانيا.

عهد السلطان سليم الأول (1512-1520)


رسم للسلطان سليم الأول أثناء حملته على مصر
عندما فتحت الإمبراطورية العثمانية مصر في عهد السلطان ياووز سليم وصل اليهود الموجودين تحت حكم المماليك حتى رفح حيث دخلت صفد والقدس تحت سيادة الإمبراطورية العثمانية وخاصة صفد التي أحتلت مكانة قرطبة وأصبحت مركزا للتصوف وممارسة طقوس الكابالا. ونتيجة للثقة التي شعر بها السلطان سليم تجاه اليهود أسند لجوزيف هامون وظيفة رئيس الأطباء، كما سمح لليهود بشغل مناصب في وظائف سك العملة والصرافة وبعض الوظائف المالية.[32] ومع هجرة اليهود المطرودين من شبة جزيرة أيبيريا إلى الإمبراطورية العثمانية إزداد تعداد اليهود في إسطنبول كثيرا وتشكلت مؤسسة تمثل الجالية اليهودية لدى القصر وتم تعيين الحاخام سالتيل كأول رئيس لها.[32] وفى عام 1518م سُحبت كل الصلاحيات من الحاخام سالتيل وابنائه بإدعاء حصوله على رشوة[33] ولكن تم إعادته إلى منصبه عام 1520م.[33][34]

عهد السلطان سليمان القانوني (1520-1588)


السلطان سليمان القانوني
يعد عهد السلطان سليمان القانوني أزهى عصور الإمبراطورية العثمانية وفى الوقت ذاته يعد العصر الذهبي ليهود الدولة العثمانية.[35]
في عام 1523م عين السلطان سليمان إبراهيم آغا في وظيفة الوزير الأول، ولقد كان يُتوقع تعيين أحمد باشافي منصب الصدر الأعظم إلا ان السلطان عينه والياً لمصر. أعلن أحمد باشا نفسه حاكما لمصر[36] وبعد ذلك طلب من "ابراهام كاسترو" رئيس الصرافة بمصر طباعة اسمه على العملة ولكن كاسترو رفض هذا الطلب وأخبر القصر بما حدث.[37] فغضب أحمد باشا ومن أجل أن ينتقم مما فعله كاسترو أمر المماليك بسرقة ونهب الحي اليهودي ثم أخذ اثني عشر فرداً من أعيان جماعة اليهود رهائن مقابل فدية من المال.[37]قام محمود بيك وزير أحمد باشا بطعن الوالي وأطلق سراح اليهود الرهائن وقام بحماية الجماعة. وعلى إثر ذلك ظل يهود مصر يحتفلون بهذه الواقعة على مدى سنوات طويلة في يوم 24 مارس تحت مسمى عيد البوريم.[38][39][40] في يوليو عام 1526 فتح السلطان مدينة بودا عاصمة المجر في ذلك الوقت[41] وحينها كان المسيحيون قد هربوا منذ وقت طويل ولم يتبقى في المدينة سوى اليهود،[42] خرج وفد يهودي برئاسة شخص يدعى جوزيف بن سالومون إسكنازي لإستقبال السلطان سليمان خارج المدينة وسلمه مفاتيح المدينةبلا قيد ولا شرط.[43] وأصدر السلطان سليمان فرمان الـ los Alamanes" الذي أعفى بموجبه سالومون إسكنازي المعروف باسم ألمان أوغلو وسلالته من دفع كل انواع الضرائب .[44] وبعد الفتح العثماني استقر هؤلاء اليهود المجريون في الأراضي العثمانية وأسسوا كُنس الألمانس.[45]
لقد كان رئيس الأطباء لدى السلطان سليمان القانوني موسيس هامون ابن جوزيف هامون الذي كان أيضاً رئيس الأطباء لكل من السلطان سليم الأول وبايزيد الثاني.[46]استمر اليهود في عهد السلطان سليمان القانوني أيضاً في الهروب من ظلم المسيحيين والإستقرار في الأراضي العثمانية؛ فمثلا: عندما دخلت منطقة بوليا تحت الهيمنةالبابوية عام 1537م هاجر العديد من اليهود بها إلى الإمبراطورية العثمانية[45][47] وبالمثل وجد معظم يهودي بوهيميا النجاة في الهروب إلى الأراضي العثمانية في فبراير عام 1542م.[48] عندما أمر البابا باول الرابع بحرق امرأة وأربعة وعشرين رجلا أحياء من المردتدين عن دينهم في أنكونا بتهمة الكفر وحبس سبعة وعشرين شخص مدى الحياة؛ أرسل السلطان للبابا خطابا شديد اللهجة من أجل إطلاق سراح هؤلاء اليهود قائلا:[49][50]
" لقد حزن الرعايا اليهود، وتكبدت الخزينة خسائر تقدر ب4000 دوقة وانخفض الدخل بسبب أفعال الباباوية تجاه اليهود الأتراك، يجب إطلاق سراحالمارونيين بمنطقة أنكونا والذين يعدوا رعايا أتراك في الحال..."
أطلق البابا سراح المعتقلين حتى وإن كان غير راغباً في ذلك وسمح لهم بمغادرة البلاد ونظراً لأنه حرق الباقي فلم يتبقى منهم أحدا، وبعد هذه الواقعة قام يهود الدولة العثمانية بفرض الحصار ونقلوا التجارة البحرية إلى ميناء بيصرة عقاباً للبابوية.[51]

ترميم أسوار القدس[عدل]

ذكر الدبلوماسي الإسرائيلي القديم أبا إيبان في كتابه Mon Peuple ما يلي:[52]
"لم ترَ القدس والشعب اليهودي من الإيرانيين والرومانيين وكل المحتلين سوى الدم والظلم والتعذيب، إلا انه بعد فتح القدس على يد السلطان سليم الأولوإرساء قواعد هذا الفتح في عهد السلطان القانوني عرف الشعب اليهودي معنى الحياة الإنسانية والمساواة وذاق طعم الأمن والطمأنينة."
وفقاً لأحد الأقوال فإنه بسبب رؤيا ما قد تم تعيين المهندس المعماري سنان باشا من أجل ترميم أسوار القدس وطبريا وتوسيع شبكات المياه[53] ولقد كانت أوامر السلطان القانوني بترميم أسوار القدس على وجة الخصوص أحدثت صدى في العالم اليهودي ولهذا السبب مازال جميع المؤرخين اليهود يعترفون بالجميل للسلطان سليمان القانوني حتى انهم أحياناً يشبهونه بالنبي سليمان.[54]

فرية الدم]

في أمسية عيد الفصح اليهودي عام 1530م تعرض يهود أماسيا لفرية الدم بسبب إختفاء شاب يوناني كان يعمل في الحي اليهودي ونتيجة لذلك تم إعدام بعض اليهود من ضمنهم الحاخام يعقوب أفايو ولكن بعد فترة قصيرة عندما عاد الشاب الذي أُدعى اختفاءه إلى المدينة تم إعدام الزاعمين بإختفاءه،[55] وعندما تعرضت الجماعة اليهودية في توقات بافتراءات مشابهة أذاع السلطان القانوني فرمان من خلال موسيس هامون قائلاً:[56][57]
"" لا أريد أن يتعرض أفراد هذه الجماعة لأي نوع من الظلم أو الإعتداء لأنهم يدفعون الضرائب لي، فمثل هذه الإدعاءات سيتم محاكمتها في ديوان القصر ولن تحدث في أي مكان دون أمري."
أصدر السلاطين الآخرين فرمانات تتعلق بفرية الدم وكانت نهاية هذه الفرمانات فرمان السلطان عبد المجيد الأول بتاريخ 27 أكتوبر 1840م بعد أحداث الشامورودوس، وفرمان السلطان عبد العزيز الأول بتاريخ 1 يوليو 1866م على إثر إفتراء كوزغونجوك.

مشاهير يهود الدولة العثمانية في القرن السادس عشر

جوزيف هامون

ولد جوزيف هامون في غرناطة عام 1450م[58] وبالرغم من ادعاء اليكام كارمولي بانه ولد في إيطاليا[59] الا ان ايونيل ابوب أكد أن جوزيف أندلسي.[58]
كان جوزيف هامون الطبيب الخاص للسطان بايزيد الثاني ومن بعده السلطان سليم الأول وكان يتواجد بجانب هؤلاء السلاطين في كل معاركهم،[58] وبينما كان عائدا من معركة فلسطين-سوريا عام 1518م مرض وتوفى في شهر ديسمبر عن عمر يناهز 68 عام.[60]

موشى هامون

عمل موشى هامون بعد وفاة أبيه جوزيف هامون الطبيب الخاص للسلطان سليم الأول والسلطان سليمان القانوني من بعده.[61] قام موشى هامون بعد وقائع فرى الدم التي حدثت في أماسيا وتوقات بإقناع السلطان القانوني بإصدار فرمان يتصدى لهذه الحوداث. ولقد كان اليهود يرونه كالملاك الحامى لهم ويشبهونه بالنبي إلياس.[62]
كان موشى هامون يحظى بحب وأهتمام السلطان مما مكنه من مساعدة دونا جراسيا مانديس الذي أعتقل في مدينة البندقية وتم الإستيلاء على أمواله وأملاكه وكذلك مساعدة ابن عمه دون جوزيف ناسى في الهجرة إلى الأراضي العثمانية عام 1552م آخذين معهم كل ثرواتهم.[62]
كان الرحالة نيكولاس دا نيكولاى الذي تولى منصباً في السفارة الفرنسية بإسطنبول في أعوام 1551-1554م قد قال عن موشى هامون الآتي:[63] "كان هامون يهودياً يمتلك النفوذ والأحترام الأكثر بين الأطباء، تجاوز عمره الستين وتميز بالعلم والثروة والشهرة الواسعة." ووفقاً لما ذكره نيكولاس فان موشى هامون ولد عام1490م وتوفي عام 1565م عن عمر يناهز 75 عام.
كان موشى هامون يلعب دوراً هاماً في قيادة الجماعة عندما ضعفت رئاسة الحاخامات في مطلع القرن السادس عشر فقد كان ولعاً بالثقافة اليهودية.[64]

عصر التفرق في القرن التاسع عشر

التأثيرات على اليهود

أراد السلطان سليم الثالث إرسال جماعة يهود إسطنبول إلى الجيش للقيام بوظيفتهم كبحريين وبهذا أصبح لليهود مكانة في الدفاع عن الوطن للمرة الأولى.[65] وبعد ذلك أعفي اليهود من البحرية بالفرمانات التي نشرت في 25 نوفمبر 1804 و 1 فبراير 1808 و 3 يناير 1809[66][67] وبعد ذلك قام نابليون بالاتصال بــ (هايم فرهي) أحد قواد جماعة يهود فلسطين وإذا كان قد وجد ذلك في بعض العهود إلا أن فرهي رد هذه العهود وقام بالدفاع عن عكا،[65] ومنذ عام 1709 كانت قد قطعت bum في عام 1804 من قبل أحمد باشا الجزار الذي قام فرهي باستشارته وألقي في السجن، وفي نفس العام خرج فرهي من السجن بعد موت جزار وقتل فرهي مخنوقا من قبل عبد الله باشا الذي اختاره الحاكم وعظم شأنه.[68] وفي عام 1807 أعلنت الحكومة العثمانية الحرب على روسيا إلا أن الإنجليز الذين كانوا على اتفاق مع روسيا كانوا قد رسوا على جبهات إسطنبول، وعندما دعت الحكومة المواطنين لحفر خندق حول اسطنبول بهدف الدفاع جرت اليهود للمساعدة مهتمين أن يكون يوم شبط.[69]

عصر السلطان محمود الثاني (1808 – 1839)


السلطان محمود الثاني
إن الحكومة التي قررت زيادة عدد البحارة بسبب القوة المجهزة عشية عصيان اليونان عام 1821 طلبت من جماعة يهود إسطنبول 30 عسكري يهودي وإلحاقهم بالجيش في هاسكوي وبالاط،[70] وعندما اتفق على ما كان متعلقا بثورة جرجريوس بطريط أرثوذكس الفنار كان قد شنق على باب البطريكية.وطبقا لفهم "جلنتا" فإن الصدر الأعظم (رئيس الوزراء) "بندرلي علي باشا" الذي له مكانة في التنفيذ، عندما رأى اليهود في ازدحام قال هكذا شنق أعداؤنا وأمر بإلقاء جسده في البحر.[71] عندما جاء الثلاثة اليهود المسمّين بـ "موتال وبچاچيو لڤي" بناءً على طلب الصدر الأعظم فإن روم مورا الذين تغيظوامن مجيئهم، قاموا بإضرار العديد من جماعة اليهود من أجل الانتقام وأخذ الثأر.
إن القضاء على جَيشي "الانكشارية" و "وقائع خيرية"في 15 يونيه عام 1826 كان بداية عهد جديد بالنسبة لليهود..[72] إن جيش الانكشارية الذي سقط تماما في السنوات الأخيرة، قام بأعمال سلب ونهب أحياء اليهود وحققوا مكاسب ليست من حقهم.[72] وقال السلطان محمود الثاني الذي كان معروفا بالليبرالية المتعصبة الكلمات الآتية:[71]"نريد أن يكون المسلمون مسلمون في المسجد فقط، والمسيحيون مسيحيون في الكنيسة فقط، واليهود يهود في الأديرة فقط. وكل شخص خارج هذه الأماكن التي تبين إخلاصهم للإله نريد أن ينتفعوا من نفس الحقوق السياسية ومن خدماتنا."

ثلاثة خبراء مالية

كان السلطان محمود الثاني له آراء إيجابية عن اليهود قام بإعدام ثلاثة خبراء مالية والمسمّين بــ " پاشايا إيسياه آچيمان و أزيكيل جاباي و بهور قارمونا" مما كان أمرًا ملفت للانتباه،[72] ويعتقد أن له علاقة بالقضاء على جيوش الانكشارية القتلة.[73]
إيسياه آچيمان
إن إيسياه آچيمان الذي كان الأخير في عائلة آچيمان أصبح صاحب بنك وغني جدا عام 1808،[74] و آچيمان الذي وضع يده على الثروة عام 1820 بإدعاء دعم "الانكشارية" نُفي إلى قبرص وأُعدم بعد القضاء على فرق "الانكشارية".[75]
أزيكيل جاباي
كان أزيكيل جاباي من كبار مساعدين طلعت باشا المسؤول عن طباعة كتب العصيان والتمرد الموجودة في رئاسة "كوچوك سليمان" والي بغداد عام 1811، كان قد عُين كرئيس لصرافة السرايا[73] وكان هناك توتر بين جاباي و ڤردي أوغلو صاحب الأصل الأرمني والذي كان ذا نفوذ في السرايا، وشنق ڤردي أوغلو الذي اتهم بتأسيس علاقة مع الثوريين اليونايين.[76][77] ونفي آرتين قازاس إلى رودوس،[77] وعاد من المنفي بمساعدة بهور قارمونا وعندما عاد إلى وظيفته اتصل بأصحاب القوى القديمة وأعاد النفوذ الأرمني في السرايا، ونتيجة لمكائد قازاس وعبد الله باشا سجن في "بوستانجي" عام 1826، بسبب الدعم المالي للانكشارية، وبعد ذلك نُفي إلى "أنطاليا" ثم أُعدم.
بهور قارمونا
خاطب جد بهور قارمونا الملقب بـ "شلبي" السلطان سليم الثالث بصفته أباً[78] وأعطاه بعض التوصيات في المالية وأسس بنك "مويز قارمونا" وعندما مات حل محله حفيده بهور،[79] وعمل قارمونا على مسايرة الأعمال المالية لجيش الانكشارية وحكم رواتبهم الشهرية وأعطى سلفة لزعماء الانكشارية.[79] استمر آرتين قازاس في وظيفته حتى واجه قارمونا بالسلطان محمود الثاني فأدرك السلطان أن قارمونا يبيع خمر كحولي للمسلمين، فغضب من ذلك وجهز ثلاث كلمات بلغته توضح غضبه قائلاً : "لهذا يجب أن يُعدم عاجلا"،[75][80] وكانت ليلة 14 أبريل عام 1826 ميعاد لشنق بهور قارمونا وفقد حياته أمام عائلته بسبب الجلد وذلك بعد قراءة الدعاء.[81]

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire