قبل ثلاث سنوات عشت تجربة حب مؤلمة قلبت منطق تفكيري،زعزعت كياني،حرّكت قلبي ، أربكت عقلي، جعلتني تائه في هيام لا ينتهي ،كنت قبل هذه التجربة المؤلمة أعتبر الحب مزحة ،أو ربما داء يصاب به الحمقى والمجانين ، لكن للأسف تصوراتي كانت خاطئة ، لأن الحمقى والمجانين توصّلوا إلى تجربة قلّ نظيرها وصعب تفسيرها ، نرجع إلى سنوات الرصاص التي عشتها مع فتاة عشقتها حتى الفناء ،أو ربما قد نسيت كينونتي عند حضورها ،فتاة شقراء اللون متوسطة الطول،شاهقة كالبرج التجاري،عيناها واسعتان ،تحب الحياة ،تعشق الثراء،تكره البروليتاريا ،إنها بكل بساطة ملكة سبأ العظيمة ،إسمها جميل كلون شعرها ،إسمها اشتقّ من الإيمان والتقوى ،أحببتها إلى حد الجنون ،كل محاولاتي باءت بالفشل ،كنت أود أن أكون شريكها المقرّب لأن صورتها في فلبي تعيش،كنت حريصا دائما على لقائها في الحديقة،كنت أعيش السعادة على ضوئها،كنت أتأمّل صورتها في عقلي وقلبي والكل نيام،كنت آخر واحد ينام وأول من يستيقظ،كنت مواظبا على الذهاب إلى الحديقة لرؤيتها،كانت تتوسط صديقاتها كزهرة الياسمين، أستنشق ريحها الطّيب على بعد أميال ،ولكن للأسف لم نعرني إهتماما،لأن كثرة الصيّادين جعلها تغرق في الغرور،تتمايل كزهرة الرّيحان ،تتكلم كالغناء ،تبتسم كشروق الشمس،كانت أميرتي الوحيدة،وفعلا كنت عشيقها الوحيد،كانت الذئاب تتربص بها ، وكانت تنجح في تضليلها، طالما مارست الجنس مع مختلف الأشخاص،للأسف أصبحت تعشق البروليتاريا لكسب دريهمات أو ربّما لكي تتملّص من واقعها المرير، تزوّجت وتمنّت أن تكون أسرة،لكن للأسف لم تنجح لأن عيناها تدلّان على انفتاح المرأة الأمريكية التي لا تعرف الحدود،تعشق الدّولار ولا تكره العشّاق ،كنت حزينا عندما عرفت حقيقتها لأنني كنت أعلم بأنني العازف الوحيد المتمكن من زعزعة كينونتها ، عواطفها ،لون وجهها ، شغفها ،تواصلها ، كذبها ،كنت أعرف أنني كالسيد محمد رويشة الذي كان يحب آلته الوترية التي كانت بالتالي تبادله نفس الشعور أو أكثر،كانت هي أولى الفتيات اللواتي حرّكن شعوري وخلخلن أهازيج روحي للأسف كنت أحبها حبّا جما لكن شاءت الرياح بما لا تشتهي السفن ، فتاة الأمس ليست هي فتاة اليوم ، ، والتاريخ ليس هو المستقبل ،والحضارة ليست هي الفوضى ،وعلم الإجتماع ليس هو الشعروأخيرا الحياة ليست هي الموت ،إكتشفت بعد هذا القيل والقال أن سيكولوجية المرأة صعبة الفهم وربّما أصفها أنها كالمرآة إذا خدشت ضاعت صورتها ومعالم جمالها ،تناثر كمالها وجبروتها ،قتلتني امرأة فلن أعيد الكرّة..
من تأليف :عماد الوافي
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire